من يعرف عبد الرحمن الأبنودي جيدا يدرك تماما أنه لا يمتلك أسرار، الأبنودي كتاب مفتوح، مصر كلها أهله، من يراهم يألفهم ويألفوه، ليس له وجهين تكمن عظمته في صدقه اللامتناهي.
بهذه الكلمات تصف الإعلامية نهال كمال زوجه الراحل عبد الرحمن الأبنودي، أسألها متى ينفعل الأبنودي؟ فتجيب بسرعة: عندما يشعر بإهدار حق الفقراء، وبدلا من أن نواسيهم ونصبرهم على حياتهم نصعبها عليهم أكثر.
وأسألها من جديد ومتى كان يضحك عبد الرحمن الأبنودي؟، فتبتسم وتقول: لم يكن يكف عن الضحك، مثل عم إبراهيم أبو العيون في “وجوه على الشط” لو لم يضحك يوما يموت، وعلى الرغم من شهرة الصعايدة بالتكشيرة، وأن والده لم يكن يبتسم إلا أنه كان مثل والدته؛ الضحكة لا تفارق وجهه، ولا يطيق الحزن ولا يقبل الوجوه المتجهمة.
تقول نهال كان الأبنودي يقرأ للجميع، وخاصة الشعراء الشباب، وقدم الكثير منهم في معرض الكتاب مثل: عبد الناصر علام ومصباح المهدي وغيرهم، وكان يفرح باكتشاف شاعر جديد قائلا: وجوده يقوينا كشعراء، ما يعطي دفعة للشعر عندما يكون هناك الكثير من الشعراء الجيدين على الساحة.
تقول نهال كمال: كأي زوجين كان بيننا تلك الخلافات العادية، اختلاف في الآراء ووجهات النظر، اختلفنا بشدة عندما قرر الانتقال للعيش في الإسماعيلية، فعندما رأيت المكان للمرة الأولى لم أستوعب كيف سنعيش فيه، ولكنه بدله وملأه بالخضرة والزرع صنع منه مكان آخر فقد كانت لديه رؤية مستقبلية لا أمتلكها، كنت أراه قفر ولكن بعد ذلك أحببت المكان من خلاله فقد كان يحول التراب لذهب.