تخرج مصر اليوم لتُعلن عن ثلاث مفاجآت جيولوجية جديدة تُعيد رسم خريطة الطاقة في البلاد، ولم يكن الأمر محض صدفة، بل ثمرة جهود مكثفة ومبادرات استراتيجية تقودها والثروة المعدنية، في سباق مع الزمن لتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة في الشرق الأوسط.
هذه الاكتشافات الجديدة تُضيف ما يقدّر بنحو 12 مليون برميل من النفط المكافئ إلى احتياطي البلاد، منها 4 ملايين برميل قابلة للاستخراج، وهي أرقام تُعدّ إضافة مهمة إلى رصيد مصر من الطاقة.
وقد تم اختبار الآبار المكتشفة وتقييم معدلات الإنتاج الفعلي لها، حيث أظهرت نتائج التشغيل اليومي تدفق نحو 2750 برميلًا من النفط والمكثفات، إلى جانب 20 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، مع استمرار شركة خالدة في تقييم حجم الغاز المصاحب بدقة.
هذه الاكتشافات لا تقف عند حدود تعزيز الإنتاج، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا يعكس ثمار التعاون المشترك بين الحكومة المصرية وشركة “أباتشي” الأمريكية، الشريك الأساسي في مشروعات الاستكشاف بالصحراء الغربية.
حيث ساهم تطبيق آليات تسعير جديدة ومحفزات استثمارية في دفع عجلة الإنتاج، وهو ما انعكس فعليًا في ارتفاع الطاقة الإنتاجية للغاز بشركة خالدة إلى أكثر من 480 مليون قدم مكعب يوميًا، ومن المتوقع أن تصل إلى نصف مليار قدم مكعب في وقت قريب.
اللافت أن هذه الطفرة في الإنتاج لم تكن ممكنة لولا التدخلات الحكومية السريعة والداعمة، التي أنقذت الموقف من تراجع حاد كان يهدد بخفض الإنتاج إلى ما دون 380 مليون قدم مكعب خلال 6 أشهر فقط.
وبينما تواصل القاهرة طريقها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز صادراتها، تُعد الاكتشافات الجديدة خطوة كبيرة نحو حلم التحول لمركز إقليمي للطاقة، تنبع طاقته من قلب الصحراء.