الأقسام: اخبار فنية

في ذكرى ولادته.. محمد القصبجي يسعى وراء محمود الشريف بسبب أم كلثوم

في نهاية حياته، أجبرت أم كلثوم محمد القصبجي على العودة إلى وضع الجنين، يحتضن العود، ويستمسك بالمساحة الوحيدة التي منحتها له، بعد أن سلبت قلبه وألحانه، ولم تترك له سوى مقعد خشبي صغير ليجلس خلفها، لا يتحرك ساكنا، باستثناء يده التي تلامس الأوتار.

كان محمد القصبجي يجلس خلف الست مباشرة وكأنه يحتمي بصوتها، لا يجرؤ على تركها، ولا يفكر في توجيه كلمة عتاب لها، حتى لا تغضب منه، وإذا غضبت منه أم كلثوم فلن يرضى عن نفسه.

بين القصبجي وأم كلثوم قصة حب من طرف واحد، كادت أن تحول أمهر عازف عود في تاريخ الموسيقى العربية إلى مشروع قاتل، وهو يمسك مسدسا محشوا بالرصاص، يطارد محمود الشريف بعد أن علم بأنه سيتزوج أم كلثوم، ليطلق عليه النار ويقتله!

محمد القصبجي وأم كلثوم وأغنية رق الحبيب

صعد محمد القصبجي بـ”ثومة” إلى السماء في أغنية “رق الحبيب” عام 1944، ليزرعها بين النجوم، لتتخذها الست تميمة حظها، وهو يصنع لها بألحانه نجاحا تلو الآخر، وانتشارا سجل الرقم الأعلى في توزيع الاسطوانات، إلا أن السنباطي كان له التأثير الأكبر.

محمد القصبجي مع أسمهان وليلى مراد

وفي أيامه الأخيرة، طفحت المجاري في الشارع الذي يسكن فيه (6 حارة الطوبجي المتفرع من شارع عبد العزيز) وحين تحولت المنطقة إلى بحيرة من القذارة تنتشر فيها البعوض، استغاث القصبجي بالطبيب عندما شعر بآلام مبرحة في جسده، إلا أن الطبيب لم يتمكن من اجتياز البحيرة وعاد من حيث أتى، ليظل يعاني وحيدا ومهملا.

استضافته مجلة “الكواكب” ضمن زاوية “كلمة ورد غطاها” التي كانت تقدمها أسبوعيا للقراء، فسأله الصحفي: منذ زمن لم نسمع أغنيات من تلحينك؟ وردّ: “والله الذنب مش ذنبي. لا أحد يكلفني بالتلحين، أنا دائما عايش مع ألحان جديدة، مع نفسي وأفكاري”.

قال إنه لم يفشل أبدا لكن الجمهور بدأ ينساه، وتمنى أن يموت على المسرح، ولكنه قبل ذلك يرغب في تأليف عمل موسيقي يحدث ضجة، وكشف أن ما يتحدث عنه هو كونشيرتو للعود، لكنه توفي في 25 مارس 1966 قبل أن ينجز الكونشيرتو، وترك خلفه مذكراته التي لم ينشرها الورثة حتى الآن، وظل كرسيه في فرقة أم كلثوم شاغرا حتى خريف 1969.