خبيرة في الشؤون الأفريقية تفسر أسباب عدم نجاح مؤتمر لندن حول السودان

خبيرة في الشؤون الأفريقية تفسر أسباب عدم نجاح مؤتمر لندن حول السودان

أكدت الدكتورة إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي، أن مؤتمر لندن بشأن السودان لم يتمكن من تقديم حلول عملية لإنهاء الحرب، بل أظهر نفس الأخطاء التي ساهمت في تفاقم الأزمة السودانية. وأشارت إلى أن استبعاد الجيش السوداني، بالتزامن مع مشاركة بعض الدول الداعمة للدعم السريع، يدل على أن المؤتمر لم يُعقد بهدف تحقيق السلام، بل لفرض وصاية خارجية.

باحثة في الشؤون الأفريقية توضح أسباب فشل مؤتمر لندن بشأن السودان

أوضحت الشعراوي أن من أبرز أسباب فشل المؤتمر هو استبعاد الجيش السوداني والعديد من الأطراف السودانية الأخرى، بما في ذلك المعارضة السياسية والمجتمع المدني. هذا الإقصاء جعل الحلول المطروحة غير شاملة، ولا تعكس الواقع السوداني المتعدد الأبعاد. كما أن تركيز المؤتمر على “الحلول الإنسانية” فقط دون تقديم حلول سياسية جادة يعكس ضعفًا في التعامل مع جذور الأزمة. بالإضافة إلى ذلك، أظهر المؤتمر انتقائية واضحة في تعامله مع الأطراف المتورطة، حيث تم تجاهل دور بعض الدول الإقليمية في دعم ميليشيا الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد الموقف ويعكس ازدواجية في المعايير.

وتطرقت الشعراوي إلى عدم وجود آليات تنفيذ فعالة لوقف إطلاق النار، وذلك رغم الحديث عنها، إلا أن المؤتمر أخفق في تقديم آليات عملية تضمن تنفيذ هذه الوعود، مما يضعف فرص التوصل إلى حل حقيقي ومستدام. إن التركيز على الحلول الإنسانية لم يكن كافيًا، حيث لم يتم التطرق بشكل كافٍ إلى الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان، ولم تُطرح حلول عملية وآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الحرب.

هل فشل مؤتمر لندن بشأن السودان؟ .. باحثة: هدفه فرض وصايا خارجية على الخرطوم

أكدت الباحثة أن المؤتمر افتقر إلى رؤية شاملة لإعادة إعمار السودان بعد الحرب، مما يعكس غياب خطة حقيقية للمستقبل. في ظل فشل المؤتمر في تقديم حلول فعّالة، يواجه السودان مفترق طرق خطير، حيث تتصاعد التدخلات الخارجية، وتستمر تداعيات الحرب في التأثير على الحياة اليومية للسودانيين، بما في ذلك انهيار الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والكهرباء. وقد تحولت الأزمة إلى كارثة إنسانية تهدد ليس فقط السودان، بل جيرانه أيضًا.

وتابعت الشعراوي، أن بريطانيا تمارس لعبة خطرة في السودان عبر دعمها المباشر وغير المباشر لميليشيا الدعم السريع، حيث توفر لها غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا في المحافل الدولية، وتستخدم منظماتها الإعلامية والبحثية لتلميع صورة الميليشيا، بينما تحول المساعدات الإنسانية إلى قنوات تمويل غير مباشرة، في إستراتيجية تهدف لإضعاف الجيش السوداني، وإطالة أمد الصراع لخدمة مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية، مما يهدد استقرار السودان والمنطقة بأكملها.

واختتمت إيمان الشعراوي، بالتأكيد على أنه في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان، يُظهر المؤتمر مرة أخرى عدم قدرة المجتمع الدولي على تقديم حلول شاملة تضع حداً للصراع الذي أودى بحياة الآلاف ودمّر البنية التحتية للسودان. فمع مرور عامين على هذه الحرب المدمرة، تظل الأزمة بدون حل حقيقي، مما يعكس تراجع فرص السلام في السودان ويزيد من معاناة شعبه.

قد يهمك أيضاً :-