«الطاقة العالمية» تقلل من توقعاتها لنمو الطلب على النفط.. ما تأثير ذلك على الأسعار

«الطاقة العالمية» تقلل من توقعاتها لنمو الطلب على النفط.. ما تأثير ذلك على الأسعار

في عالم تتسارع فيه التحولات الاقتصادية وتتقاطع فيه السياسات التجارية مع مستقبل الطاقة، جاءت تقديرات وكالة كصفارة إنذار جديدة تُنذر بتباطؤ شهية العالم لـ النفط، معلنة عن خفض حاد في توقعات الطلب للعام 2025، في ظل مشهد جيوسياسي يتسم بالتقلبات الحادة.

تعديل جوهري في توقعاتها لنمو استهلاك النفط عالميًا

ففي تقريرها الشهري الصادر الثلاثاء، كشفت الوكالة – التي تُعدّ مرجعًا رئيسيًا لصنّاع القرار في الدول الصناعية – عن تعديل جوهري في توقعاتها لنمو استهلاك النفط عالميًا، ليبلغ 730 ألف برميل يوميًا فقط هذا العام، مقارنة بتقديراتها السابقة البالغة 1.03 مليون برميل يوميًا.

تصاعد المخاوف بشأن التأثيرات المتنامية للتوترات التجارية العالمية

ويعكس هذا التراجع، الذي يتزامن مع خطوة مشابهة من منظمة أوبك، تصاعد المخاوف بشأن التأثيرات المتنامية للتوترات التجارية العالمية، خاصة تلك الناجمة عن السياسات الجمركية الأمريكية الأخيرة.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة والصين، باعتبارهما قطبي النزاع التجاري، تُمثلان النسبة الأكبر من هذا الخفض، في حين تتحمل الاقتصادات الآسيوية المعتمدة على التصدير العبء الأكبر من التأثيرات المتبقية.

الانخفاض لم ينجح في تعويض الأثر السلبي للضبابية الاقتصادية

ورغم تراجع أسعار النفط، إلا أن الوكالة ترى أن هذا الانخفاض لم ينجح في تعويض الأثر السلبي للضبابية الاقتصادية، ما ينبئ باستمرار التباطؤ في النمو خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى 690 ألف برميل يوميًا في 2026.

إلا أن أوبك ما تزال أكثر تفاؤلًا من الوكالة الدولية، إذ ترى أن الطلب على النفط سيواصل نموه لسنوات مقبلة، في وقت تتبنى فيه وكالة الطاقة وجهة نظر أكثر تحفظًا، تتوقع فيها بلوغ الطلب ذروته خلال العقد الحالي مع تسارع التحول العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة.

وهكذا، يبدو أن معركة التوقعات حول مستقبل الذهب الأسود تشتد بين الكيانات الكبرى، وسط مشهد اقتصادي عالمي مضطرب، يفرض تحديات جديدة أمام الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.

قد يهمك أيضاً :-