مباشر- أدت الحرب التجارية العالمية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والاضطرابات التي أعقبتها في السوق إلى إفساد توقعات المصرفيين ببداية قوية لعام حافل بالصفقات في وول ستريت.
أظهرت بيانات ديلوجيك التي جمعتها رويترز أن حجم عمليات الدمج والاستحواذ في الربع الأول ارتفع بنسبة 12.6% ليصل إلى 984.38 مليار دولار أمريكي مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث أعلنت الصين يوم الأحد عن ثلاث صفقات حكومية كبيرة، بالإضافة إلى صفقة موانئ بإدارة ترامب، مما ساهم في مضاعفة حجم عمليات الدمج والاستحواذ تقريبًا مقارنةً بالعام الماضي.
يُقلّص المصرفيون حول العالم صفقاتهم ويُحققون إيرادات أقل. في الولايات المتحدة، التي تُمثّل ما يقرب من نصف صفقات الدمج والاستحواذ العالمية، انخفض حجمها في الربع الأول بنسبة 13% ليصل إلى 436.56 مليار دولار. 
وبينما ازداد نشاط الاكتتابات العامة الأولية، فإن استمرار الحرب التجارية سيجعلها أقل قبولًا في المستقبل، وفقًا لما ذكره مات ويثيلر من شركة ويلينغتون للاستثمارات الخاصة.
وتابع: هل يُمكنهم طرح أسهمهم للاكتتاب العام؟ بالتأكيد يُمكن لأي شركة طرح أسهمها للاكتتاب العام في أي وقت، إذا كانت الأساسيات جيدة. ولكن هل يستحق الأمر كل هذا العناء والتكلفة المحتملة التي قد تدفعها للطرح العام؟ على الأرجح لا، كما قال ويثيلر.
وارتفعت عروض الأسهم الجديدة بنحو 4.1% إلى 160.22 مليار دولار، لكن بعض الطروحات العامة الأولية الأخيرة فشلت في إثارة الإعجاب، وانخفض عدد العروض بنسبة 17.7% إلى 1065، وفقا لبيانات ديلوجيك.
وقال كاساندر فيروي، الرئيس المشارك لعمليات الدمج والاستحواذ في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى جي بي مورجان تشيس: "إن العديد من الصفقات التي تم الإعلان عنها في الربع الأول من العام الماضي تم إجراؤها في وقت كان هناك فيه حماس متزايد مع الإدارة الجديدة المحتملة في الولايات المتحدة، مع توقع تخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية". تابع "في ضوء التطورات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، فإن الواقع هو أن الحماس قد اختفى من السوق، وأن المزيد من عدم اليقين قد تسلل إلى السوق".
توقع مسؤولون تنفيذيون ومحللون في وول ستريت أن يكون عام 2025 عامًا مميزًا، متوقعين أن يُخفّض ترامب اللوائح التنظيمية، ويخفض الضرائب، ويسنّ سياسات أكثر دعمًا للأعمال. لكن الأسهم الأمريكية شهدت انخفاضًا حادًا منذ تنصيبه، ويبدو السيناريو المأمول أقل احتمالًا يومًا بعد يوم، وفقًا لمحللين وصانعي صفقات.
وقال فيروي إن أسواق الدمج والاستحواذ تحتاج إلى الثقة وتم التخلي عن بعض الصفقات المحتملة بسبب حالة عدم اليقين.
يخشى المصرفيون من استمرار تباطؤ الصفقات لمدة ثلاث سنوات. عالميًا، انخفضت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية حتى يوم الأربعاء بنسبة 4.9% لتصل إلى 21.47 مليار دولار أمريكي مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لبيانات ديلوجيك.