في خطوة لافتة للأنظار، ظهرت قيادات بارزة تابعة لمليشيا الحوثيين في محافظة تعز، حيث قامت بزيارة ميدانية إلى جبهة مقبنة، إحدى أبرز المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة بين القوات الحكومية والمليشيات الحوثية.

ووفقًا لما نشرته وكالة الأنباء التابعة للحوثيين، فقد قاد المحافظ المعين من قبل الجماعة، فيصل جعمان، محافظ محافظة عمران، وفدًا رفيع المستوى ضم عضو مجلس الشورى يحيى عشيش، بالإضافة إلى وكلاء المحافظة حسن الأشقص وأمين فراص، المعينين أيضًا من قبل الحوثيين.

وجاءت هذه الزيارة بهدف دعم عناصرهم المتواجدين في الخطوط الأمامية للقتال في جبهة مقبنة.

تفاصيل الزيارة وخلفياتها
تعد هذه الزيارة واحدة من النادر من نوعها التي تقوم بها قيادات حوثية رفيعة المستوى إلى مناطق الاشتباكات المباشرة في محافظة تعز، ما يشير إلى أهمية الجبهة بالنسبة للجماعة، خاصة في ظل التصعيد العسكري المستمر في المنطقة.

وأكدت المصادر أن الوفد الحوثي عقد اجتماعات ميدانية مع القادة الميدانيين، حيث تم مناقشة سبل تعزيز مواقعهم والدفع بالمزيد من التعزيزات البشرية والعسكرية.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه محافظة تعز معارك شرسة بين القوات الحكومية والمليشيات الحوثية، حيث تحاول الأخيرة السيطرة على المزيد من المناطق الاستراتيجية، بينما تسعى القوات الحكومية لإعادة ترتيب صفوفها واستعادة زمام المبادرة في الجبهات المختلفة.

رسائل سياسية وعسكرية
يُنظر إلى هذه الزيارة على أنها تحمل رسائل متعددة الأبعاد. فمن الناحية السياسية، يبدو أن الحوثيين يسعون لتعزيز موقفهم التفاوضي من خلال تثبيت أقدامهم في مناطق استراتيجية مثل تعز، التي تعتبر بوابة الجنوب اليمني.

أما من الناحية العسكرية، فإن الظهور الميداني لهذه القيادات يعكس محاولة لرفع معنويات المقاتلين الحوثيين في الجبهات، خاصة بعد الهزائم التي تعرضوا لها في بعض المناطق مؤخرًا.

ردود الفعل المحلية والدولية من جانب آخر، أثارت هذه الزيارة ردود فعل غاضبة لدى السكان المحليين في محافظة تعز، الذين يعانون منذ سنوات من الحصار المفروض عليهم من قبل الحوثيين.

كما أعربت الحكومة الشرعية عن استنكارها لهذه الخطوة، مشيرة إلى أنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، خاصة وأن تعز تعيش وضعاً إنسانياً كارثياً نتيجة الحرب المستمرة.

وعلى الصعيد الدولي، لم تصدر أي بيانات رسمية حتى الآن بشأن هذه الزيارة، إلا أن المراقبين يرون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد جديد في المشهد اليمني، مما يعقد الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.