الموظف الحاضر الغائب - خبر صح

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الموظف الحاضر الغائب - خبر صح, اليوم الأحد 4 مايو 2025 11:54 صباحاً

في كل جهة تجده، ذلك الموظف الذي لم يغب يوما عن الحضور لعمله، ورغم حضوره المستمر تجد أن إنتاجيته لا تُذكر وإنجازه الوحيد هو البقاء في مقر العمل حتى نهاية الدوام. موظف لديه كامل المؤهلات الوظيفية علميا ومهاريا ولكنه يتظاهر بأنه لا يجيد أي شيء! ويحاول التملص من أي تكاليف وظيفية بحجة أنه قد لا يكون الأفضل! وإذا اضطر إلى أداء شيء من مهامه الوظيفية تعمّد تقديمه بشكل غير لائق ليرسل رسالة مبطنة لمرؤوسيه مفادها بأن مصلحة العمل تقتضي تجنب إسناد المهام إليه! شخص يجيد التهرّب من المسؤوليات وموهبته الأساسية تحويل الفكرة إلى معجزة عن طريق سرد المصاعب والمعوقات التي تصوّر لك الواقع جحيما والمأمول مستحيلا!

مثل هذا الموظف يبرع تماما في فن «الحضور الشكلي» ويتعامل مع الوقت وكأنه في سباق نحو اللاشيء! فتجده يثبت حضوره في كل المكاتب ويسلم على كل الحضور، يعرف أخبار الجميع ويحرص على إيصالها وتداولها بين الموظفين، كوب قهوته لا ينضب، وقدرته على ملء الفراغ بالفراغ لا تنتهي! يفتح جميع الرسائل الالكترونية لا للرد عليها بل فقط لإشباع فضوله، ثم يتركها معلّقة حتى تتبخر الحاجة إليها! تشعر أن الوارد إليه مفقود والصادر منه مولود! وعلى الرغم من كل ذلك يتظاهر بالانشغال الدائم حتى يقتنع في قرارة نفسه أنه فعلا مشغول!

هو أيضا ظاهرة صوتية قل نظيرها، فتجده كثير الشكوى من كثرة الأعباء الوظيفية وتشعر من حرارة حديثه بلهيب نار الاحتراق الوظيفي الذي يكتوي به، بل تشعر في الوهلة الأولى باحتقار مهامك بالمقارنة بمهامه وبعِظَم أعبائه إلى أعبائك! وإذا ما سألته عن التفاصيل الخاصة بمهمة معينة تجد حديثه ينحى نحو الجمل الغامضة والعبارات الفضفاضة مثل «الموضوع تحت المتابعة»، أو «الأمور تحتاج تنسيق أعلى»، وكأن التفاصيل عدو لدود يجب تجنّبه!

ومن طرائف صديقنا الموظف الحاضر الغائب أنه جاهز دوما لتقديم الانتقاد لسياسات الجهة التي يعمل بها فتجده تارة يتحدث عن غياب الدعم، وتارة أخرى عن تقييد الصلاحيات، وأحيانا يلمز الإدارة بالتقاعس، وأحيانا أخرى يلمز بيئة العمل بالسوء ليخفي بهذا الانتقاد تقاعسه عن العمل ويحوّل التراخي إلى مظلومية!

الموظف الحاضر الغائب يمثل تحديا حقيقيا للإداريين، فهو شخص يعرف النظام جيدا ويجيد الاختباء خلفه، والتعامل معه يحتاج إلى متابعة مستمرة وتطبيق إجراءات عملية حازمة، الاكتفاء بالكلام وحده وتوجيه اللوم لا يكفي، فمثله يتقن أساليب الحديث وليس من السهل أن يؤخذ منه حق ولا باطل!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق