أفاد عدد من المشتركين في مختلف المحافظات اليمنية عن انقطاع مفاجئ لخدمة الاتصالات الهاتفية والإنترنت، حيث شهدت معظم المناطق اليمنية توقفًا جزئيًا أو كليًا للخدمات منذ صباح اليوم. وأشارت مصادر تقنية إلى أن هذا الانقطاع يعود بشكل رئيسي إلى الضغط الكبير الذي تتعرض له شبكات الاتصالات نتيجة زيادة الطلب عليها خلال فترة عيد الفطر المبارك.

الشرائح المتضررة وحجم المشكلة

ذكر مشتركون أنهم فقدوا القدرة على إجراء المكالمات الهاتفية أو استخدام الإنترنت عبر الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب، مما أثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية والتواصل مع ذويهم وأصدقائهم خلال فترة العيد. كما أدى هذا الانقطاع إلى تعطيل العمل في العديد من القطاعات التي تعتمد على الاتصالات، بما في ذلك الخدمات الصحية، والمصارف، والمؤسسات التجارية.

وأكدت المصادر أن المشكلة طالت معظم مناطق اليمن، سواء تلك الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية أو تلك الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين. وتشمل المناطق المتضررة محافظات صنعاء، وعدن، وحضرموت، والحديدة، وإب، وتعز، وغيرها من المحافظات الرئيسية.

الأسباب التقنية وراء الانقطاع

بحسب التفسيرات الأولية التي قدمتها مصادر تقنية مطلعة، فإن السبب الرئيسي لهذا الانقطاع يعود إلى الضغط الكبير على شبكات الاتصالات الناتج عن زيادة الاستخدام خلال فترة العيد. إذ يشهد هذا التوقيت من كل عام ارتفاعًا غير مسبوق في حركة المكالمات والرسائل النصية واستخدام الإنترنت، حيث يسعى الناس للتواصل مع أقاربهم وأصدقائهم لتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة العيد.

وأشارت المصادر إلى أن البنية التحتية للاتصالات في اليمن تعاني بالفعل من ضعف كبير بسبب سنوات الحرب المستمرة، مما يجعلها غير قادرة على استيعاب الزيادة المفاجئة في الطلب. كما أن غياب الصيانة الدورية ونقص الموارد المالية والتقنية زاد من تفاقم المشكلة.

ردود الأفعال

عبر العديد من المواطنين عن استيائهم من استمرار هذه المشكلة دون تقديم حلول فورية من قبل الجهات المسؤولة. وقال أحد المشتركين: "نحن نعاني باستمرار من ضعف خدمات الاتصالات، ولكن أن يحدث هذا الانقطاع الكامل في وقت العيد، فهو أمر مؤسف للغاية ويؤثر على أجواء الفرح والاحتفال."

من جانبها، لم تصدر أي بيانات رسمية حتى الآن من شركات الاتصالات أو السلطات المعنية حول أسباب الانقطاع أو الخطوات التي يتم اتخاذها لإصلاح المشكلة. وأشار محللون إلى أن غياب الشفافية والتنسيق بين الجهات المعنية يزيد من معاناة المواطنين ويعمق الأزمة.

التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية

يُعد هذا الانقطاع تحديًا كبيرًا بالنسبة للمجتمع اليمني، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون. فمعظم العائلات تعتمد على الاتصالات كوسيلة رئيسية للتواصل مع أبنائها الذين يعملون في الخارج أو يعيشون في مناطق أخرى داخل البلاد. كما أن تعطل خدمات الإنترنت يؤثر سلبًا على الطلاب الذين يعتمدون على التعليم الإلكتروني، وعلى الشركات التي تعتمد على الشبكة العنكبوتية في إدارة أعمالها.

دعوات لتحسين البنية التحتية

في ظل هذه الأزمة، جددت الأصوات المطالبة بضرورة الاستثمار في تحسين البنية التحتية للاتصالات في اليمن، وتطوير الشبكات لتكون أكثر قدرة على استيعاب الزيادة في الطلب. كما دعت هذه الأصوات إلى ضرورة توحيد الجهود بين كافة الأطراف المعنية لضمان توفير خدمات مستقرة وموثوقة للمواطنين.