أدى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين في العاصمة المؤقتة عدن.

جاء ذلك بمشاركة عدد من كبار قيادات الدولة، حيث شهدت المناسبة تجمعًا مميزًا للقيادات السياسية والعسكرية والمدنية، إلى جانب المواطنين الذين توافدوا بأعداد كبيرة لأداء الصلاة.

حضور رسمي لافت

حضر صلاة العيد رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي محسن يحيى طالب، بالإضافة إلى نائب رئيس مجلس النواب المهندس محمد الشدادي، وعدد من مستشاري رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى، وكذلك المحافظين وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين والأمنيين.

خطبة العيد: رسائل دينية ووطنية

ألقى خطيب العيد، وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الدكتور مختار الرباش، خطبتين أكدا على أهمية هذه المناسبة الدينية في تعزيز التلاحم الوطني والتراحم بين أفراد المجتمع.

وأشار الخطيب إلى أن موسم العيد يأتي بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، الذي يمثل فرصة للمسلمين للتقرب إلى الله بالعبادة والطاعات، مشددًا على ضرورة استلهام الدروس الروحية والأخلاقية التي تحث على التعاون والتآخي ونبذ الخلافات.

كما أكد الخطيب على أهمية تعزيز وحدة الصف الوطني، واصلاح ذات البين، والتكافل الاجتماعي، موجهًا رسالة إلى الجميع بضرورة الإحسان إلى الأقارب وصلة الأرحام.

كما دعا إلى العمل على تخفيف معاناة المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية، معتبرًا ذلك الطريق الأمثل لتحقيق النصر والارتقاء بالوطن.

إدانة التدخل الإيراني ودور المليشيات الحوثية

في الجزء الثاني من خطبتي العيد، تطرق الخطيب إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها دور إيران التخريبي وميليشياتها الإرهابية في اليمن والمنطقة.

وأوضح أن هذه الممارسات قد أدت إلى مآسي إنسانية ومعيشية كبيرة، بما في ذلك السيطرة القسرية على أجزاء من الوطن واستخدام القمع والتنكيل ضد الشعب اليمني.

وأشاد الخطيب بالملاحم البطولية التي سطرها أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة في مختلف الجبهات، مؤكدًا أن تلك التضحيات كانت السد المنيع أمام مليشيات الحوثي المرتهنة للنظام الإيراني.

كما ذكر بجهود الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين ساهموا بشكل كبير في دعم اليمنيين واستعادة حقوقهم.

ثقة بالنصر وتأكيد على وحدة الصف الجمهوري

عبر الخطيب عن ثقته بأن النصر قادم لا محالة، وأن مليشيات الحوثي الإرهابية مصيرها الزوال بسبب صمود الشعب اليمني ووحدة الصف الجمهوري حول هدف استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

وأكد أن هذه المليشيات الطائفية السلالية لا عهد لها ولا ذمة، محذرًا من خداعها ومكرها ونقضها للعهود والمواثيق.

كما شدد على أهمية تعلم الدروس من الماضي، خاصة ما عاشه الآباء والأجداد من فقر وجهل وجوع في ظل الحكم الإمامي البائد، والذي تمثل مليشيات الحوثي النسخة الأسوأ لذلك النظام السلالي الكهنوتي.

وذكر بالجرائم الوحشية التي ارتكبها هذا النظام على مدى قرون، وصولاً إلى الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي اليوم ضد المدنيين والأعيان والمقدسات.

رسالة للقيادة ودعوات للمستقبل

دعا الخطيب قيادة الدولة إلى العمل على تخفيف معاناة المواطنين وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية، معتبرًا ذلك مدخلاً لتحقيق النصر والانتصار على التحديات.

وختم خطبته بدعاء للمولى تعالى أن يوفق رئيس مجلس القيادة الرئاسي وإخوانه أعضاء المجلس والحكومة لما فيه خير وصلاح البلاد والعباد.

استقبال رسمي وشعبي

عقب الصلاة، استقبل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي قيادات الدولة والمواطنين المهنئين في أجواء احتفالية مميزة. وتبادل مع الحضور عبارات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية العظيمة، متمنيًا أن يعيد الله العيد على اليمن بالخير واليمن والبركات، وأن يسود السلام والاستقرار ربوع الوطن وسائر بلاد المسلمين.