في خطوة فارقة نحو مستقبل جديد لسوريا، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع تشكيل حكومة جديدة تضم 23 وزيرًا، في خطوة تزامنت مع تغيرات سياسية كبيرة في البلاد. الحكومة التي تمثل بداية مرحلة انتقالية، استهدفت تعزيز الكفاءة والتخصص، مع مراعاة التنوع العرقي والثقافي في المجتمع السوري. لكن التحديات أمام هذه الحكومة ليست بالقليلة، إذ تواجه العديد من القضايا السياسية والاقتصادية التي تحتاج إلى حلول جذرية وسريعة.

حكومة انتقالية وسط تحديات كبيرة

أوضح حسن الدغيم، المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، أن معيار اختيار الحكومة اعتمد على الكفاءة والتخصص، إضافة إلى أهمية تمثيل كافة أطياف المجتمع السوري. حيث أكد أن الحكومة الجديدة هي صورة حقيقية للمجتمع السوري بكل تنوعه الثقافي والعرقي. وأضاف الدغيم أن الوزراء قدموا رؤى علمية وخططًا متطورة لتحسين الإدارة والتنظيم، مؤكدًا أن هذه الخطط تستند إلى أحدث أساليب الإصلاح في المؤسسات الحكومية.

التحديات الاقتصادية والسياسية أمام الحكومة

أما عن التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة، فأشار الدغيم إلى أن أكبر هذه التحديات هو الوضع الاقتصادي المتدهور بسبب العقوبات المفروضة على البلاد. كما شدد على ضرورة العودة الآمنة للاجئين السوريين في الخارج، فضلاً عن أزمة العملة السورية التي تحتاج إلى حلول فورية. وذكر أن هناك حاجة ماسة لتوفير الكهرباء والمياه والطاقة في البلاد، مع ضرورة سن تشريعات جديدة من خلال السلطة التشريعية القادمة.

أول حكومة سورية بعد الإطاحة بنظام الأسد

تم الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في مراسم احتفالية جرت في قصر الشعب بدمشق يوم السبت، حيث أدّى الوزراء الجدد القسم أمام الرئيس السوري أحمد الشرع. ضمت الحكومة الجديدة 23 حقيبة وزارية، مع تعيين شخصيات من مختلف الطوائف السورية لتولي المناصب. من أبرز الوزراء الذين تم تعيينهم، مرهف أبو قصرة الذي احتفظ بمنصب وزير الدفاع، وأسعد الشيباني الذي تولى وزارة الخارجية، بالإضافة إلى تعيين رائد الصالح، رئيس "الخُوذ البيضاء"، وزيرًا للطوارئ.

إصلاح المؤسسات والعمل على الشفافية

أعلن الرئيس أحمد الشرع خلال مراسم التنصيب عن عزمه على إعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل يضمن الشفافية والمساءلة. كما أشار إلى أن الحكومة ستسعى لتوفير بيئة قانونية وتنظيمية تسهم في تعزيز حقوق الإنسان وتكريس الحريات الأساسية. إضافة إلى التركيز على تعزيز قطاعات التعليم والصحة بهدف بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

آمال كبيرة في الحكومة الجديدة

مع بداية تشكيل الحكومة الجديدة، يشعر السوريون بتفاؤل كبير إزاء إمكانية التغيير الفعلي في حياتهم اليومية، خاصة بعد سنوات من الصراع والعقوبات. الحكومة التي تمثل نهوضًا جديدًا تأمل في أن تلبي احتياجات المواطنين السوريين في مجالات متعددة، من الاقتصاد إلى الخدمات الاجتماعية.