في تصريح لافت ومؤثر، أكد مستشار وزير الإعلام اليمني، أحمد المسيبلي، أن ما يجري على الأراضي اليمنية اليوم ليس سوى نتيجة مباشرة للتفاوض بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حيث تُستخدم اليمن كمسرح لهذا الصراع الإقليمي والدولي، على حساب حياة ملايين اليمنيين الذين يعانون من الدمار والمعاناة المستمرة.

وأوضح المسيبلي أن الضربات الجوية التي تنفذها القوات الأمريكية ضد مواقع داخل اليمن لا تعكس حربًا مباشرة بين واشنطن واليمن، بل هي جزء من صراع أوسع يدور بين الولايات المتحدة وإيران. وأشار إلى أن الغارات تستهدف بشكل أساسي معسكرات التدريب ومخازن الأسلحة ومقار عمل ومساكن قيادات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، دون أن تشمل كامل الأراضي اليمنية أو الشعب اليمني بشكل عام. ومع ذلك، فإن الضحية الحقيقية لهذا الصراع هم اليمنيون أنفسهم، الذين يدفعون ثمن السياسات الإقليمية والدولية بأرواحهم وممتلكاتهم.

الحوثيون خادمون لأجندة طهران

وفي سياق حديثه، أضاف المسيبلي أن مليشيا الحوثي لا تمثل اليمن أو شعبه بأي حال من الأحوال، بل إنها تعمل كأداة بيد "ملالي طهران" والحرس الثوري الإيراني. وأوضح أن الحوثيين يخدمون المصالح الإيرانية دون أي اعتبار لمصير الشعب اليمني أو مستقبل البلاد، حتى لو أدى ذلك إلى زوال اليمن كدولة أو موت الشعب بأكمله، طالما أن ذلك يخدم المشاريع الإيرانية في المنطقة.

وأكد المسيبلي أن هذه المليشيا المسلحة ليست سوى جزء من شبكة النفوذ الإيراني التي تمتد عبر عدة دول في المنطقة، وأنها لا تتردد في استخدام العنف والقمع لتحقيق أهدافها، حتى لو كان ذلك على حساب دماء أبناء الشعب اليمني.

معاناة الشعب اليمني: ضحية الصراع الدولي

شدد المسيبلي على أن الشعب اليمني هو الضحية الأولى والأخيرة لهذا الصراع، حيث يواجه دمارًا هائلًا في البنية التحتية، ونقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف من السكان بسبب القصف المستمر. ولفت إلى أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الصدد، لأنه يقف متفرجًا أمام ما يحدث دون اتخاذ خطوات فعالة لإنهاء المعاناة الإنسانية.

وأشار إلى أن الحل الوحيد للأزمة اليمنية يكمن في إنهاء سيطرة مليشيا الحوثي على مقدرات البلاد، واستعادة الدولة اليمنية الشرعية، بحيث يتمكن الشعب اليمني من بناء مستقبله بنفسه بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

نداء إلى المجتمع الدولي

وفي ختام تصريحاته، وجه المسيبلي نداءً إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة التحرك الفوري لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، مشددًا على أهمية وضع حد للتدخلات الأجنبية في الشأن اليمني، سواء كانت من قبل إيران أو غيرها من الدول. كما دعا إلى دعم الحكومة الشرعية اليمنية في جهودها الرامية إلى استعادة السيطرة على كامل الأراضي اليمنية، وتحقيق السلام والاستقرار للشعب اليمني.