نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحالف النسور.. مناورات مصر والصين تربك إسرائيل وتعيد رسم توازنات سيناء - خبر صح, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 04:21 مساءً
في صباح غير معتاد على الأجواء الشرق أوسطية، حلّق نسر معدني ضخم فوق سماء سيناء. لم يكن نسرًا عادياً، بل مقاتلة شبحية من طراز "جي-31" صينية الصنع، ضمن تدريبات جوية مشتركة بين الجيشين المصري والصيني، تحت اسم "نسور الحضارة". هذه المناورات المثيرة، التي نُفذت قرب الحدود مع إسرائيل، لم تمر مرور الكرام في تل أبيب، بل أثارت قلقًا استراتيجيًا متصاعدًا وصل حد وصفها بـ"الخرق الصريح لاتفاقية كامب ديفيد".
توتر متصاعد على الحدود.. واتّهامات متبادلة
شهدت الأسابيع الماضية تصاعداً ملحوظاً في التوتر على الحدود المصرية الإسرائيلية، حيث دفعت القاهرة بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى سيناء، وهو ما اعتبرته إسرائيل تطوراً مقلقاً وانتهاكًا لاتفاقية السلام. من جانبها، ردت القاهرة بأنها تتحرك دفاعاً عن أمنها القومي، خصوصاً في ظل تحركات إسرائيلية منفردة في محور فيلادلفيا، وقصف متكرر لمعبر رفح، مما أوقف وصول الإغاثة إلى قطاع غزة.
سلاح الجو المصري يتألق والطائرة الصينية تثير الذعر
أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حامد فارس صرّح بأن امتلاك مصر للطائرة الشبحية الصينية "جي-31" يمثّل نقلة نوعية في قدرات القوات الجوية المصرية. الطائرة، التي تعجز رادارات المنطقة عن رصدها، تمنح مصر تفوقاً استراتيجياً يقلق إسرائيل، خاصة مع استمرار القاهرة في تنويع مصادر تسليحها من روسيا وفرنسا، في مقابل تقليص اعتمادها على الدعم العسكري الأميركي.
إسرائيل بين القلق والدبلوماسية... والتهديدات الخفية
تل أبيب لم تكتف بالتحذيرات الإعلامية، بل بدأت تحركات دبلوماسية في واشنطن، محاوِلةً عرقلة صفقات تسليح مصرية مستقبلية، لا سيما في مجال الدفاع الجوي. كما وُجهت اتهامات مصرية لإسرائيل بمحاولة زج القاهرة في ساحة الحرب من خلال نشر شائعات حول تهريب الأسلحة إلى غزة، رغم أن أغلب تلك الأسلحة إما تصنيع محلي أو إسرائيلي.
دبلوماسية الهدنة... ومصر توازن بين القوة والسلام
رغم هذه التوترات، تؤكد القاهرة التزامها بدورها كوسيط رئيسي لإنهاء الحرب في غزة. وتعمل مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، على مبادرة لوقف إطلاق النار مدتها سبع سنوات، تتضمن صفقة لتبادل الأسرى وإدارة جديدة لقطاع غزة. المبادرة المصرية، بحسب الدكتور فارس، لا تدعو لنزع سلاح حماس بل لضبطه تحت رقابة مشروطة، مما يمنح الأطراف فرصة للتهدئة دون خضوع.
زيارة ترامب المقبلة قد تغيّر قواعد اللعبة
في نهاية المشهد، ومع الترقب الدولي المتزايد، يُرتقب أن يقوم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بزيارة للمنطقة، تشمل السعودية والإمارات وقطر، في منتصف شهر مايو. هذه الجولة الدبلوماسية، التي تأتي في توقيت حرج، قد تفتح نافذة نحو تفاهمات جديدة وتعيد رسم خريطة التحالفات والنفوذ في الشرق الأوسط، إذا ما تم التوصل إلى هدنة قبل موعد الزيارة.
هل تصبح مناورات "نسور الحضارة" الشرارة التي تعيد صياغة المعادلة الأمنية في الشرق الأوسط؟ وهل تنجح القاهرة في إثبات معادلتها الخاصة: "الحياد المسلح والوساطة الفاعلة"؟ الأيام المقبلة كفيلة بكشف الإجابة.
0 تعليق