كثفت إسرائيل في ثالث أيام عيد الفطر، أمس الثلاثاء، غاراتها الجوية وقصفها البري لقطاع غزة، موقعة عشرات القتلى والجرحى، فيما وجه الجيش الإسرائيلي، إنذارات للفلسطينيين بإخلاء مناطق واسعة في شمال القطاع وجنوبه قبيل مهاجمتها، بالتزامن مع تفاقم الكارثة الإنسانية بعد إغلاق المخابز المدعومة في القطاع وقصف التكيات الغذائية.. بينما عاد شبح المجاعة يلوح في الأفق بعد منع دخول المساعدات في ظل الدمار والحصار المفروض على القطاع، في حين أعلنت «الأونروا» مقتل 408 عاملين في المجال الإنساني بغزة منذ أكتوبر 2023، بينما أكدت «اليونيسف» مقتل 322 طفلاً وإصابة 609 في غزة خلال 10 أيام.
وذكرت مصادر فلسطينية أن عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال سقطوا في قصف الطائرات الإسرائيلية المتواصل لمناطق قطاع غزة وذلك في اليوم ال15 لتجدد الحرب. وذكرت مصادر طبية أن القتلى والجرحى سقطوا في مناطق غربي حي الأمل بمدينة خان يونس وغربي مدينة رفح جنوبي القطاع وشمال مخيم البريج وسط القطاع وحي التفاح شرقي مدينة غزة. وكشف التقرير الإحصائي اليومي الصادر عن وزارة الصحة في غزة، أن 1042 شخصاً قتلوا في القطاع منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها الواسعة النطاق في 18 آذار/مارس، بينهم 41 قضوا في الساعات الأخيرة. وذكرت الوزارة في بيان أن 2542 شخصاً أصيبوا بجروح خلال الفترة ذاتها، مشيرة إلى أن الحصيلة الإجمالية بلغت 50399 قتيلاً في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي هذا السياق، ارتفع عدد القتلى الصحفيين الفلسطينيين إلى 209 منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي نشر بياناً أنذر من خلاله الفلسطينيين بمناطق شمال قطاع غزة بضرورة إخلاء أماكنهم و«الانتقال لمراكز الإيواء»، علما بأن قطاع غزة لا توجد فيه أماكن للإيواء. كما وجه الجيش إنذاراً ثانياً إلى سكان جنوب القطاع بإخلاء منازلهم والتوجه إلى الملاجئ في منطقة المواصي. وذكر الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، أمس، أنه اعترض صاروخاً أطلق من شمال غزة، حيث ذكر المتحدث باسم الجيش أنه «إلحاقاً للإنذارات التي تم تفعيلها عند الساعة 08:36 في سديروت، إيفيف وأور هانير، اعترض سلاح الجو صاروخاً اجتاز قطاع غزة من الشمال». وكان موقع «أكسيوس» الأمريكي نقل في وقت سابق عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجيش سيوسع عمليته البرية في غزة لاحتلال 25% من القطاع خلال الأسابيع القادمة.

من جهة أخرى، أوضح برنامج الغذاء العالمي في بيان أن إغلاق المخابز يأتي نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه القوات الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ الثاني من شهر مارس الماضي.
وأوضح البيان أن البرنامج كان يوزع يوميا أكثر من 306.000 كيلوغرام من دقيق القمح لتشغيل المخابز في جميع أنحاء القطاع، إضافة إلى الخميرة والسكر والملح، ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات، توقفت المخابز المدعومة عن العمل تماماً، ما يهدد بتفاقم أزمة الجوع بين السكان.
من جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القوات الإسرائيلية قامت بتدمير البنية التحتية الحيوية للقطاع، بما في ذلك قصف أكثر من 60 تكية طعام ومركز لتوزيع المساعدات وإخراجها عن الخدمة. كما تم تدمير عشرات المخابز واستهداف دور العبادة، حيث دُمِّر أكثر من 1000 مسجد وثلاثة كنائس، فضلاً عن استهداف المؤسسات الصحية والتعليمية.
وحذر المكتب من «جريمة إبادة جماعية» يتعرض لها سكان القطاع، مؤكداً أن الحصار الإسرائيلي يهدف إلى تجويع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته، مشيراً إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 61 ألف فلسطيني بينهم مئات المفقودين، وصل منهم إلى المستشفيات أكثر من 50.300 قتيل، بينهم أكثر من 30 ألف طفل وامرأة، كما أبيدت 7.200 أسرة فلسطينية بالكامل.
وأشار إلى أن الحصار الخانق وإغلاق المعابر أدى إلى منع إدخال 18.600 شاحنة مساعدات إنسانية، إضافة إلى 1.550 شاحنة محملة بالوقود.
في غضون ذلك، كشفت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة عن ارتفاع عدد عمال الإغاثة القتلى في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 408 بينهم 280 من العاملين في «الأونروا». وأعرب فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة عن الحزن العميق لتأكيد مقتل موظفين في الوكالة و8 من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمسعفين الأوائل، أمس الأول الاثنين، في رفح، مشدداً على أن استهداف المستجيبين للطوارئ أو الصحفيين أو عاملي الإغاثة أو تعريضهم للخطر، يعد تجاهلاً صارخاً للقانون الدولي.
ومن جانبها، أشارت وكالة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» إلى أن أكثر من 320 طفلاً فلسطينياً قتلوا وأصيب 609 آخرون منذ استئناف إسرائيل قصفها لقطاع غزة في ال18 من مارس الماضي. وأشارت «اليونيسف» في بيان إلى أن ما يقارب 100 طفل لقوا حتفهم أو تعرضوا للإعاقة يومياً في قطاع غزة منذ تجدد الحرب، خلال الأيام العشرة الأخيرة. وأشارت إلى أن معظم هؤلاء الأطفال كانوا نازحين يعيشون في خيام مؤقتة أو في منازل متضررة. ودعت اليونيسف جميع الأطراف إلى إنهاء الأعمال العدائية واستعادة الهدنة، مؤكدة ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية ونقلها بحرية عبر قطاع غزة.(وكالات)