في تصريح لافت ومثير للجدل، كشف الإعلامي البحريني المعروف محمد العرب عن حقيقة استخدام القيادات الحوثية لوسائل التواصل الاجتماعي مثل "واتساب"، "تويتر"، و"فيسبوك".

وأكد العرب أن هذه القيادات لا تعتمد بشكل مباشر على هذه المنصات الرقمية، وأن ما يتم تداوله عبرها من أسماء وحسابات تنسب إلى قادة الحوثيين ليس سوى غطاء رقمي تديره شبكات متخصصة في نشر المعلومات المضللة والدعاية السياسية.

وأشار العرب خلال تصريحاته إلى أن تلك الحسابات التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وتتظاهر بأنها تمثل قيادات حوثية بارزة، هي في الواقع جزء من "جيوش الذباب الإلكتروني"، التي تعمل تحت إشراف دول وجهات معروفة بتبعيتها للنفوذ الإيراني.

وأوضح أن أحد الأهداف الرئيسية لهذه الشبكات هو التأثير على الرأي العام، نشر الدعاية السياسية، وإظهار صورة معينة عن الجماعة الحوثية بما يتماشى مع أجندتها وأجندات الدول الداعمة لها.

من يقف وراء هذه الحملات؟

الإعلامي البحريني أكد أن هذه العمليات تدار من دولة عربية تخضع بالكامل للنفوذ الإيراني، دون أن يحدد اسم الدولة بشكل صريح.

لكنه أشار إلى أن هذه الدولة تلعب دورًا محوريًا في تقديم الدعم التقني واللوجستي لهذه الشبكات، بما في ذلك توفير البنية التحتية الرقمية وإنفاق مبالغ ضخمة لتمويل حملات التضليل الإعلامي.

وأضاف العرب أن هذه الأساليب ليست جديدة على إيران وحلفائها، حيث إن طهران تعتمد منذ سنوات طويلة على الحرب الإلكترونية كجزء رئيسي من استراتيجياتها لتعزيز نفوذها الإقليمي، سواء من خلال دعم الميليشيات المسلحة أو من خلال حروب المعلومات النفسية والإعلامية.

أهمية الكشف عن هذه الحقائق

تصريحات محمد العرب تسلط الضوء على مدى تعقيد الصراع في المنطقة، الذي لم يعد يقتصر فقط على المعارك الميدانية، بل انتقل أيضًا إلى ساحة الفضاء الرقمي والمعلومات.

فمع تطور تقنيات التواصل الاجتماعي وزيادة تأثيرها على الرأي العام، أصبحت هذه المنصات ساحة معركة جديدة بين الأطراف المختلفة.

ويأتي هذا الكشف في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية والدولية حول الأوضاع في اليمن، خاصة مع استمرار النفوذ الإيراني في دعم الحوثيين، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في البلاد.

ردود الأفعال المتوقعة

من المتوقع أن تثير تصريحات محمد العرب جدلًا واسعًا بين المتابعين للشأن اليمني والإقليمي، خاصة أنها تقدم رؤية جديدة حول كيفية إدارة الحوثيين لأدواتهم الإعلامية. كما قد تدفع هذه التصريحات الجهات المعنية إلى إعادة النظر في كيفية التعامل مع المعلومات التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالجماعات المسلحة والميليشيات.

وفي الوقت نفسه، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الجهود الدولية والمحلية لمواجهة ظاهرة "الذباب الإلكتروني" وكشف الجهات التي تقف وراءها، بما يسهم في الحد من تأثيرها السلبي على الاستقرار الإقليمي والعالمي.